RSS

الفتاة علي متن القطار

09 Jan

بدأ القطار يتحرك ببطء. إدجر شتاوب نظر في ساعته: السادسة وخمسون دقيقة. على الاقل القطار منضبط الميعاد. لذلك سيكون في الساعة الثانية عشر في بروكسل. سيصل في الوقت المحدد للمؤتمر. كالعادة. 0

اخرج علبة البسكويت من الحقيبة. إفطاره. اخذ بسكوتة ثم واحدة اخري.  انه لا يحب سفر القطار. يكلف الكثير من الوقت، والسياسي الجيد لا يملك الوقت. لذلك يأخذ عادة الطائرة. البرلمان ومكتبه في بروكسل، لكن عائلته لاتزال تعيش في شتوتغارت. لذلك فهو يستطيع ان يكون في المنزل فقط في عطلة نهاية الاسبوع. هذا الوض2013-05-08 202 Outside my cabinع ليس لطيفا للغاية. زوجته دائماً بمفردها وكذلك لكلا بنتيه لا يملك إدجر شتاوب وقت. لأنه يجب ان يعمل في المنزل ايضا. ومن ثم يكون مرهق في المساء ويفضل الجلوس امام التلفاز. اللهي، للأسف هذه هي حياة السياسي الاوروبي! 0

اليوم يجب على إدجر شتاوب ان يأخذ القطار. مشاكل في المطار، الطيارين مضربين. لحسن الحظ كان يحمل مفكرته. يستطيع استغلال الوقت واستكمال كتابة النص: خطابه في البرلمان. بين الساعة العاشرة والاثني عشر سوف يتصل ببعض زملائه في العمل وكتابة إيميلات. 0

اخذ إدجر شتاوب قطعة بسكويت اخري وشغل حاسوبه. في هذه اللحظة فتح الباب. دخلت فتاه شابة مع حقيبة ظهر كبيرة. حيته بود وجلست امام النافذة. بداء إدجر شتاوب بالعمل.0

.الي اين انت ذاهب؟” سألت الفتاة بشكل مفاجئ”

.ها، الي بروكسل” اجاب إدجر شتاوب”

“اه، قالت، وما الذي تكتبه؟”

“.خطاب”

“هاهه.” ضحكت.” اذن من الممكن ان تكون سياسي؟”

“صحيح، هكذا اكون”

ألقى إدجر شتاوب نظره علي الفتاه. لطيفة، ولكنها شعثاء قليلا، وجدها. وسروالها ممزق ايضاَ.  لحسن الحظ بنتيه ليستا كذلك. هن من المؤكد منظمين دوماً. ولكن؟ اعاد التفكير للحظة. يجب ان يسأل زوجته مره حول ذلك. 0

“قل لي” سئلت الفتاه متابعة “ما الذي يفعله السياسي طوال اليوم؟”

ا“اه” اجاب إدجر شتاوب السياسي الحقيقي يمتلك دوماً برنامج حافل. اليوم علي سبيل المثال هو يوم مثالي: في الصباح المراسلات، في الثانية عشر والنصف مؤتمر صحفي هام، بعد الظهر هذا الخطاب في البرلمان وبعد ذلك عشاء عمل مع الزملاء.” 0

في هذه الحظة توقف القطار، المحطة التالية: كارلسروه. 0

.لابد ان هذا مرهق، مجهد حقاَ” قالت الفتاة”

“.صحيح هذا عمل صعب. لذلك يجب ان يكون كل شيء مخطط له. الوقت مال. النظام كل شيء، بهذا يحقق المرء النجاح”

“ها” قالت الفتاة ” وماذا اذ حدث شيءً اخر؟”

“.لا يحدث شيء، إذا كان منظم بشكل جيد”

.ضحك إدجر شتاوب وعرض علي الفتاه بسكويت

“.شكرا” قالت الفتاة “تناولت الافطار للتو”

.نظرت من النافذة. لايزال في محطة كارلسروه

.ما الذي تفعلينه اذن؟” سئل إدجر شتاوب للتو ووضع نفس البسكويت في فمه”

“.انا امتلك تذكره للتنقل بالسكك الحديدية واسافر شهر خلال اوروبا”

“ها” قال السياسي” وماذا يحتوي البرنامج؟”

“.حسنا، انا امتلك الكثير من الوقت. اتمني ان أزور المدن الكبيرة. اولا امستردام وبعد ذلك ربما باريس ولندن وربما ايضا برلين”

.لم يفهم إدجر شتاوب

.ربما باريس….. ماذا يجب ان يعني هذا؟” سئل”

“…الي الان، لا أستطيع ان اعرف بالتحديد. سنري”

.هز السياسي رأسه

.ولكن يجب ان يكون لديك خطة! يجب عليك وضع جدول زمني ومن ثم اتباع نفس المسار. يوم واحد في امستردام، ثم باريس، يومان في باريس وهكذا”

“تفهمين؟

“…اجل، افهم ولكن”

.ولكن ماذا؟” قال”

“.لا اريد ان اخطط بالتحديد”

هز إدجر شتاوب راسه مره اخري

“.ولكن ان يكون لديك خطة، ومن ثم تنفيذها شيء رائع. وأكثر فعالية. توفرين الوقت ولا تجلسين وقت طويل في القطار، هذا حقا مضيعه للوقت”

ا“لا، لا اجده كذلك “اجابت الفتاة “في النهاية يجد المرء الوقت في القطار للقراءة او للتعرف على اشخاص رائعين. ينام المرء ليلة ليستيقظ في بلده اخري. أستطيع ان انزل اينما شئت، واسافر مره اخري عندما اشاء. هذا يعجبني.”0

.ادي هذا الي السكوت قليلاً

 .هل ذهبت من قبل الي حديقة هايد؟” سئلت الفتاة”

.هز إدجر شتاوب راسه نافياً

“ومتحف اللوفر؟”

.ايضا لا” اجاب السياسي محاولا الابتسام”

“.اتعلم، كنت مره في باريس ولندن للعمل، ولكن لم يكن هناك اي وقت للتنزه والمتاحف”

.اشار الي علبة البسكويت

“.ترين، لم يكن لدي حتى الوقت لتناول الافطار بشكل مرتب”

“.خسارة” قالت الفتاة “اجل، انا اتطلع لذلك”

.قطم إدجر شتاوب اخر قطعة بسكويت. نظر عبر النافذة. لايزال القطار واقفا في كارلسروه. لأكثر من عشرون دقيقة

                                                                                                    “!ماذا يحدث الان؟” قال بحده. “هذا ليس طبيعياَ”

.انتظر، سأقوم بالسوائل” قالت الفتاة ونزلت من القطار. وعادت بعد خمس دقائق”

“.عطل فني” قالت ” على الارجح يستطيع القطار التحرك مره اخري بعد ساعتين او ثلاثة”

“!ماذا؟” قال إدجر شتاوب بحده وطل عبر النافذة. “هذا يجب الا يحدث”

“.ليس سيئ الي هذا الحد” ابتسمت الفتاة “الان تستطيع شرب قهوة في هدوء تام على الاقل”

.اخذت حقيبتها

“!سأنزل. سيسافر قطار الي باريس خلال عشر دقائق. الي اللقاء”

.استدارت مره اخري عند الباب

“اوه صحيح، وحظا سعيدا مع خطابك. ما هو موضوعه؟”

.التقدم من خلال الدقة” قال إدجر شتاوب ببطء مع بعض الشحوب في الوجه”

 
 

Leave a comment